روائع مختارة | قطوف إيمانية | في رحاب القرآن الكريم | نثر القــرآن: سورة الشــرح

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > في رحاب القرآن الكريم > نثر القــرآن: سورة الشــرح


  نثر القــرآن: سورة الشــرح
     عدد مرات المشاهدة: 4068        عدد مرات الإرسال: 0

أيها الرسول الكريم، أيها النبي الخاتم ذو الخلق العظيم، ألا ترى كيف جعلناك أعظم الناس نفسًا، وأوسع الناس صدرًا.

وأنعم الناس قلبًا، تعيش مستريح البال، متنعم الفؤاد، والناس من حولك تعلوهم الكآبة والسآمة.

يتيهون في أودية الحزن والهم، ألا ترى كيف جعلناك سعيدًا بشوشًا مستبشرًا مسرورًا، قلبك أعظم القلوب وفؤادك أوسع الأفئدة وصدرك أشرح الصدور، أنت تنتقل بين طرق مكة وشعابها كالنور في وسط الظلام، وكالنبراس في الطريق ..

كيف لا تسير يا محمد مشروح الصدر وقد غفرنا لك جميع ذنوبك، وأنت تسير طاهرًا مطهرًا شاكرًا مرضيًا، والناس حولك قد ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون، مثقلين بالأوزار والمعاصي.

أليست تلك نعمة أن نغسل ما مضى ونعصمك فيما بقي، انظر كيف لو لم تُغفر تلك الذنوب والأخطاء كيف ستثقل كاهلك، أيها النبي الكريم، أيها الطاهر المطهر عليك من ربك السلام ..

ثم تأمل .. أيها النبي الكريم..كيف لا تكون مشروح الصدر .. يا من أحسنتُ له خَلْقه وخُلُقَه.. وأنت ترى تلك النعمة الأخرى والمنة العظيمة، ألا ترى كيف أطل ذكرك على العالمين فأصبحت مثلهم الأعلى في جميع أمورهم، إن سَمَّوا فباسمك يُسَمُّون.

وإنْ وحدوا ربهم شهدوا لك بالرسالة والنبوة، ألا ترى كم هم أتباعك المنافحون عن شخصك ودينك، أليس ذلك المقام وتلك المنزلة الرفيعة مقامًا يتمناه البشر بل والمرسلون، فها هو لك قد رفعنا لك ذكرك ..

أيها الرسول الكريم .. لا يضرنك عداوة قريش والناس لك.. فها هي تباشير النصر تطل على المسلمين في مكة.

واعلم أن الله قد جعل هذا الكون يسير وفق قواعد وسنن، وسوف تجري السنن، ستنقلب حياة الضعف والخوف إلى الأمن والطمأنينة، فلا عليك إن مع كل شدة يسرًا وسهولة، سوف ترى النصر قريبًا ..

ولكن قم وأصحابك معك فاشكروا الله تعالى على هذه النعم ..

ويا صاحب المقام العالي عند ربك؛ إذا خلوت فاهرع إلى عبادة ربك واشكره وارغب إليه الزيادة والرفعة ..

وصلى الله عليك وسلم ...

موقع الدكتور: فهد مبارك الوهبي